الكون مذهول يعيشك مرتين


القصيدة الخامسة عشرة / كُتبتْ في مرقد المحسن السقط ابن الإمام الحسين على ربوة في حلب قرب مشهد النقطة ، وتأريخها 21/ شوال/ 1431

يا آخِرَ النبَضاتِ مِنْ قلبِ الحسينْ   يا (مُحسنُ) ؛ اغْمُرْنا بفَيضِ الراحتينْ
جئنا إليكَ مِن العراقِ ، جراحنا   تفدي جراحكُمُ وراءَ الضفتينْ
جئنا إليكَ وكربلاءُ تريقنا   قطراتِ دمعٍ قد هَمَتْ مِنْ كُلّ عينْ
جئناكَ ذَوَّبنا الحنينُ .. يَهزُّنا   حبٌّ لآلِ محمّدٍ في النشأتَيْنْ
فتطيبُ أرواحٌ زكتْ بولائِهمْ   فَنِيَتْ بهمْ ، وهمُ الوجودُ ، ولاتَ أينْ
يا سيدي ؛ قلبي يُراقُ على يديكَ   تلقّفِ القلبَ المُقبّلَ ذي اليدينْ
أرجوكَ ؛ عانقْ روحيَ الولهى ، أتتْ   مشتاقةً ، كادتْ تموتُ بشهقتَينْ
فالشهقةُ الأُولى ؛ مصابُ رُقيّةٍ   ترنو لرأسِ أبيكَ يُشرقُ كاللُجَيْنْ
والشهقةُ الأُخرى ؛ سُقوطُكَ ها هنا   والكونُ مذهولٌ يعيشُكَ مَرّتينْ
فمتى وُلِدْتَ ؟ متى أتتْكَ شهادةٌ ؟!!   كُنتَ الشهيدَ مدى حياتِكَ ليس بَيْنْ
وأُحِسُّ أنكَ كنتَ وحدَكَ مَنْ رأى   عينَ الحقيقةِ بعدَ آلِكَ دونَ مَيْنْ
يا سيّدي ؛ أرجوكَ طهّرْ رؤيتي   إنّ الظلامَ يلفُّني ما بينَ بينْ
عينايَ حائرتانِ ... أنتْمْ وحدكمْ   نورٌ يكحلُ بالضياءِ المُقلتَيْنْ
يا سيدي ؛ يا ابنَ النبيّ المصطفى   والمُرتضى ، ريحانةَ الريحانتينْ
يا ابنَ البتولِ الطُهْرِ فاطمةِ العلا   يا ابنَ الزكيّ المُجتبى يا ابنَ الحسينْ :
عَلّمْ لساني أنْ يقولَ حُروفَهُ   لتكونَ لائقةً أمامَ الخافِقَيْنْ
فأنا المَدينُ لكمْ ، وآملُ بِركُمْ   وأتوبُ للرحمانِ مِنْ ذنبٍ وشَيْنْ
فتَشفّعوا للّهِ يقبلُ توبتي   حتى يُطَهّرَ خافقي من كُلّ رَينْ
إني برَبّكمُ اعتصمتُ ، وإنما   هو حسبُنا ، وهو المُوفّي كُلّ دَيْنْ