يا زينب الوهج المذبوح

صَداكِ يطرُقُ نبضي .. يحتوي ولَهي   ويستحِمُّ بدمعي الجامِحِ العاتي
وخَلْفَهُ تنكفي الأيامُ عاجزةً   عن اللحاقِ بهِ .. يا فجرَها الآتي
صداكِ ، ها .. لم يزلْ فَخْراً ، مُلوَّنةً   أنوارُهُ .. يملأُ الدنيا ( كمِشكاةِ )
وفي مدى النبَراتِ الخُضْرِ قد هُدِمتْ   دُنيا ضَلالٍ يبيسٍ وانكساراتِ
وألسُنُ الغضَبِ الجبّارِ ثائرةٌ   تمتدُّ ، تعصفُ بالعُزّى وباللاتِ
وأنتِ نقطةُ ضوءٍ وَحّدَتْ حُلُمَ   الأرضِ الحزينةِ في شوقِ السماواتِ

* * *

يا زينبَ الوهَجِ المذبوحِ مُبتسماً   كوني لِدمْعي ضِفافاً في مَساءاتي
قد استحالَ دمي دمعاً ، وسافرَ بي   إلى الشآمِ ، فأضحتْ ذاتهُ ذاتي
وكفُّ روحيَ مِن قبرِ الحُسينِ إلى   مثواكِ ، تقبسُ منكُمْ نارَ مأساةِ
أشمُّ حسرتَكِ الطافي تَوجُّعُها   مِن الرمالِ إلى قلْبِ المجرّاتِ
أنهَدُّ .. أحتَضِنُ الأرضَ المواتَ .. تَفِرُّ   الأرضُ من أضلُعي .. تنهارُ أصواتي!!

* * *

جاءتْ جراحيَ حَبْواً ، فالْمَسي يدَها   وَطَوّفي بمُناها في المَحَطّاتِ
وسيّري نفحةً رَيا إلى رئتي   إني أموتُ اختناقاً في الدُجى الشاتي
ولَوّني عالمي الأعمى بصُبحِ غدٍ   معشوْشبٍ بأمانيّ ِ الرسالاتِ
وأوْمِئي لِلساني الجَمْرِ مِن عطَشٍ   يهمسْ : (( عليكِ سلامُ اللهِ مولاتي ))

القصيدة الحادية عشرة / كُتبتْ في أول زيارة لمرقد السيدة الطاهرة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام في دمشق ، وقبل رؤية مرقدها المبارك . تاريخها 5/شعبان/ 1418