حتّى مَ طيُّك لليباب المقفر   فأرح بسامراء نبكي العسكري
نبكي إماماً أحزن الأملاك في   ملكوتها ودهى الصفا بتكدر
حطم الحطيم مصابُه وله الهدى   بالنوح يُشعر معلنا بالمشعر
نبكي فتى أبكى البتولة فاطما   وأذاب أحشاء الرسول وحيدر
لهفي لمولىً قد مضى فيه القضا   وهو الذي لولاه لما يصدر
ما زال في سجن الطغاة مكابدا   هماً فيا عين الفخار تفجَّري
أرداه مُعتمدُ الضلال بسمِّه   فقضى شهيدا يا سماءُ تفطَّري
يا أبحر الأفضال غيضي بعده   فلقد قضى سما ممدُّ الأبحر
يا صاحب الأمر الذي قد كان عن   مولاهُ خير مترجمٍ ومعبِّر
بأبيك آجرك الإلهُ فبعده   قد حلَّ كسرٌ بالهدى لم يُجبر
كيف اصطبارُك والقعودُ وقد قضت   أهلوك صبرا ما رأوا عيشا مري
ما بين مسمومٍ سُقي جُرَعَ الردى   ومجزَّرٍ بدم الوريد معفَّر
مولاي هل اخبرت أنَّ نسائكم   سبيت على الأعجاف أم لم تُجبَر(1)

(1) ـ ديوان عبد الحسين شكر ص41.