يا صاحب العصر احسن الله العزا   لك في أبيك سليل طه الأطهر
قد جرّعوه القوم كاسات الردى   فقضى شهيداً والأنامُ بمنظر
ولئن صبرت لهذه ونطيرها   فأنا وحقَّك جفَّ بحرُ تصبري
فإلى متى يا ابن النبيِّ أما ترى   كلُّ ابن أفاكٍ عليكم يجتري
نهضا فما ترضى العُلا بدمائكم   هدرا يكون وكسرُكم لم يُجبر
أفلا يُهيجُك أن أهلك قد قضوا   ما بين مسمومٍ وبين معفّر
ومجدلٍ فوق البسيطة عاريا   ملقىً ثلاثا بالعرا لم يُقبر
شلوا مغارا للخيول ورأسُه   كالبدر يزهر فوق رأس الأسمر
يا ابن النبيِّ المصطفى حزني لكم   أجرى عتابي في دوام الأعصُر
عذرا إليك ففي فؤادي قُرحةٌ   قد أوهنت كبدي وأدمت محجري(1)

(1) ـ شعراء القطيف ص266/267.